كيف يتغلب منتجو أوبك+ على أزمة طاقة محتملة في الشتاء

كشفت مصادر مطلعة لوكالة "رويترز"، أن الدولتين القياديتين في أوبك، السعودية والإمارات، على استعداد لتقديم زيادة كبيرة في إنتاج النفط إذا واجه العالم أزمة إمدادات حادة هذا الشتاء.

عندما قررت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها ضمن (أوبك+) بالأمس، زيادة إنتاج النفط بما لا يزيد عن 100 ألف برميل يوميًا، فقد كسرت أحد "المحرمات" مع إشارة نادرة إلى الطاقة الإنتاجية الفائضة للمجموعة، وفق "رويترز".

وأوضح بيان المجموعة إلى محدودية القدرة الإنتاجية الفائضة، قائلاً إن ذلك يعني أنها بحاجة إلى الاحتفاظ بها لحالة "الانقطاعات الشديدة في الإمدادات".

وأشارت مصادر لـ "رويترز"، إن السعودية والإمارات يمكن أن تضخا "أكثر بكثير"، لكنهما ستفعلان ذلك فقط إذا تفاقمت أزمة الإمدادات.

وأضاف أحد المصادر: "مع احتمال عدم وجود غاز في أوروبا هذا الشتاء، ومع تحديد سقف محتمل لأسعار مبيعات النفط الروسي في العام الجديد، لا يمكن طرح كل برميل في السوق في الوقت الحالي".

ولم تحدد المصادر أي حجم للزيادة المقدرة، لكنها أشارت إلى إن السعودية والإمارات وبعض أعضاء أوبك الآخرين يمتلكون ما بين 2.0 و 2.7 مليون برميل يومياً من الطاقة الإنتاجية الفائضة.

وبدأ الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير، والذي وصفته موسكو بـ "عملية عسكرية خاصة"، مما أدى إلى زيادة أسعار الغاز الأوروبية إلى مستويات قياسية ورفع خام برنت القياسي إلى أعلى مستوياته في 14 عامًا.

نتيجة لذلك، سجل التضخم أعلى مستوياته منذ عدة عقود ورفعت البنوك المركزية أسعار الفائدة بشكل حاد.

لكن، هبطت أسعار النفط العالمية منذ ذروة مارس وانخفضت مرة أخرى يوم الأربعاء، بعد أن أشارت البيانات الأميركية إلى ضعف الطلب على الوقود، جزئيًا، لأن الأسعار المرتفعة أدت إلى الحد من الاستهلاك.

وأشار محللون إلى أن أوبك+ لا ترى منطقًا في إضافة النفط إلى سوق هابطة.

وقال تاماس فارجا من شركة PVM في مذكرة: "مع طاقة فائضة تقل عن مليوني برميل يومياً في أغسطس، نعتقد أن أوبك+ فضلت استخدام المخزون لمعالجة الاضطرابات المستقبلية المحتملة".

وتابع: "هناك مخاوف متزايدة من تدمير الطلب وإذا استمر الاتجاه الحالي، فإن البراميل الإضافية ستضع ضغطًا هبوطيًا غير مرغوب فيه على الأسعار، وفي الوقت نفسه، ستؤدي دون داعٍ إلى استنفاد الطاقة الفائضة الضعيفة".

وقد كافح معظم أعضاء أوبك+ لتحقيق أهداف الإنتاج بعد أن استنفدوا بالفعل إمكانات إنتاجهم عقب سنوات من قلة الاستثمار في الطاقة الإنتاجية الجديدة.

في هذا السياق، قال أحد المصادر إن قرار الأربعاء رفع أهداف الإنتاج بمقدار 100 ألف برميل يومياً، وهي من أقل الزيادات منذ إدخال نظام الحصص بـ "أوبك" في العام 1982، كان بادرة حسن نية.

وأضاف المصدر: "إنه صغير، نعم، لكنه يوضح أن أوبك+، بالنظر إلى حقيقة أنها تضم ​​العديد من الدول، مثل روسيا وإيران وفنزويلا، تمكنت من حشد الإجماع والمضي قدماً".

وبعد قرار الأربعاء، صرح البيت الأبيض إن الرئيس بايدن سيظل يركز على إبقاء أسعار الوقود منخفضة.